السيدة نزهة الوفي ترأست أشغال المؤتمر التاسع حول المياه الدولية لصندوق البيئة العلامي
قالت نزهة الوفي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة "إن المغرب قدم تجارب ناجحة وطور مفاهيم قابلة للتكرار على المستوى والإفريقي والوطني، جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التاسع حول المياه الدولية لصندوق البيئة العالمي الذي ينظم إلى غاية 8 نونبر الجاري بمراكش تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله .
وأضافت الوفي أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في وقت حاسم يقوم فيه المجتمع الدولي بتنفيذ الأجندات الثلاث خصوصا اتفاقية باريس المتعلقة بالمناخ وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأشارت كاتبة الدولة إلى أن هذا اللقاء يأتي بعد التقرير الجديد للخبراء الدوليين حول المناخ (GIEC) والذي أظهر مرة أخرى أن المياه العذبة والنظم الإيكولوجية البحرية التي تعاني من آثار التنمية الاجتماعية والاقتصادية تأثرت بصفة أكبر من التغير المناخ، مما أدى إلى الخسارة التدريجية لهذا الرأس المال الطبيعي والحد من قدرته على التكيف وعلى تلبية حاجيات الأجيال الحالية والمقبلة.
وشددت الوفي أنه للأسباب المذكورة من الملح أن نتصرف، موضحة بالقول "إن المغرب يتوفر على أكثر من 3500 كلم من الساحل، لذاك نولي عناية خاصة لقضية البحر والساحل الذي هو جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة من خلال مجموعة من الإجراءات السياسية، والمؤسساتية والتنظيمية والمالية"، مبرزة أنه بالإضافة إلى الترسانة القانونية المعتمدة في مجموعة من المجالات البيئية، فقد تمت المصادقة مؤخرا على قانون الساحل بهدف حماية وتثمين هذه المنظومة الايكولوجية لضمان توازنه وديمومة وظائفه المتعددة.
وأضافت كاتبة الدولة أنه تم وضع برامج طموحة للتأهيل، والمراقبة واليقظة البيئية في إطار إرادة سياسية حقيقية قبيل البرنامج الوطني لتطهير السائل، وبرنامج مراقبة جودة مياه الشواطئ، ومراقبة جودة رمال الشواطئ، كما أن القطاع الخاص قد انخرط في هذه الدينامية وذلك وعيا منه بالرهانات البيئية خصوصا التي تتعلق بالماء والتغيرات المناخية التي قد تواجهها المقاولات في المستقبل. وفي هذا الإطار، قام الاتحاد العام لمقاولات بالمغرب، بإطلاق مبادرة كوالما (Initiative COALMA) وهو برنامج تشاركي مع مختلف الفاعلين حول المحافظة على الماء.
وعلى نفس المنوال، وفي إطار التعاون حول تدبير المياه العابرة للحدود، أكدت الوفي أن المغرب انخرط في مبادرتين، هما الحزام الأزرق للصيد المستدام بإفريقيا، والمبادرة المتعلقة بالماء لإفريقيا " Water for Africa" والتي تسعى إلى وضع أنظمة بيئية مائية وتطوير اقتصاد أزرق مستدام عبر برامج متكاملة وشاملة ومندمجة.
وفي الأخير شكرت الوفي بحرارة الهيئات المنظمة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر ينظم تحت إشراف صندوق البيئة العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) بالتعاون الوثيق مع كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة.
ويعقد مؤتمر المياه الدولية لصندوق البيئة العالمي مرة كل سنتين، ويمكن من إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات المتعلقة بإدارة المشاريع في مجال المياه والمحيطات ومناقشة الأولويات الناشئة في هذا المجال وتحسين الأداء العام لتدبير مشروعات صندوق البيئة العالمية كجزء من برنامجه الاستراتيجي للمياه الدولية.